خلال
السنوات الأربع التي قضاها دونالد ترامب في البيت الأبيض، بدا واضحا أن الرئيس
الأمريكي يفضل الخطاب الصريح المباشر عن التحدث بلغة الدبلوماسية. وعرفت مدة
ولايته انقلابات كبرى في العلاقات مع دول طالما كانت حليفة للولايات المتحدة، في
حين أقام ترامب صداقات جديدة مفاجئة مع دول أخرى، دون أن يغفل الإسراف في التغريد
حول ذلك على تويتر.
فيما يلي رصد لأبرز ما ورد في
تغريدات ترامب حول التحولات في العلاقات الأمريكية مع عدد من أهم بلدان الشرق
الأوسط:
التقى ترامب الرئيس عبد الفتاح السيسي، لأول مرة، في سبتمبر/ أيلول 2016، وحينها وصفه
بأنه "رجل رائع"، وبعد ذلك بشهرين كان السيسي أول زعيم أجنبي يهنئ ترامب
بتوليه الرئاسة.
وتوطدت علاقتهما الوثيقة بعد أن زار الرئيس السيسي البيت الأبيض، في أبريل/ نيسان 2017، لأول مرة منذ
أن قاد انقلابا عسكريا في مصر عام 2013.لكن جماعات حقوق الإنسان انتقدت ترامب كثيرا لالتقائه
برجل متهم بقيادة حملة عنيفة لفض اعتصامات جماعة الإخوان المسلمين، التي قتل فيها
أكثر من 1000 شخص.
وقال مسؤولون
أمريكيون إن ترامب يسعى، خلال المحادثات، إلى "إعادة إنعاش" العلاقات بين
البلدين؛ لأنه يرى في مصر حليفا استراتيجيا في معركته ضد الإرهاب.
من جهته وصف
السيسي، الذي يسعى لضمان استمرار تلقي المساعدات الأمريكية البالغة قيمتها 1.3 مليار دولار سنويا، ترامب بأنه
"يمتلك فهما عظيما وعميقا" للشرق الأوسط.
وفي عام 2017، حجبت الولايات المتحدة 195 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر، وسط
مخاوف تتعلق بسجل حقوق الإنسان في البلاد، ولكن ترامب عاد وأفرج عن تلك الأموال
خلال العام التالي.
تتمتع المملكة العربية السعودية بعلاقة وثيقة مع الولايات المتحدة
منذ عقود، وقد استمر ذلك خلال عهد الرئيس ترامب، وإن تخلله بعض التوترات.
كانت الرياض وجهة أول رحلة خارجية بذلها ترامب منذ توليه الرئاسة،
وقال البيت الأبيض إنه وقع صفقات تزيد قيمتها عن 350 مليار دولار (270 مليار جنيه
إسترليني).
وشكلت قضية اغتيال الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده
في استنبول أبرز محطات التوتر بين البلدين.
وحول الجريمة التي قالت تركيا إنها عملية "اغتيال
سياسي" نفذها رجال المخابرات السعودية ، قال ترامب: "كان لديهم مخطط
أصلي سيء للغاية، وتم تنفيذه بطريقة رديئة، وعملية التستر كانت الأسوأ في تاريخ
هذا النوع من العمليات".
جعل الرئيس ترامب من هزيمة ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق مثار فخر خلال حملته الانتخابية؛ حيث كان العراق محوريًا لخدمة أهداف
سياسته الخارجية. ولكن العلاقات بين البلدين شابها بعض التوتر، عام
2019، في أعقاب مقتل القائد العسكري الإيراني، قاسم سليماني، في غارة جوية أمريكية
نفذت في بغداد.
تستضيف قطر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، ولكن
ترامب تبني موقفاً داعماً للسعودية وعدد من الدول العربية عندما قطعت علاقتها مع
قطر بشأن مزاعم دعمها للإرهاب. وبعد مضي عام على اتهام الرئيس الأمريكي الدولة
الخليجية بأنها ممول للإرهاب، استقبل ترامب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في
البيت الأبيض، وأثنى عليه بالقول إنه "رجل
عظيم ومناصر كبير لمكافحة تمويل الإرهاب.. وهو صديق لي".
في مايو/
أيار عام 2017،
عبر ترامب عن تفاؤله بإمكانية التوصل لاتفاق سلام في الشرق الأوسط، خلال لقائه مع
الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ولكن
العلاقات الأمريكية الفلسطينية هوت إلى الحضيض بعد قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة
لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، ثم قطع واشنطن في العام
التالي مساعداتها المالية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين
الفلسطينيين (أونروا).
وبلغ تراجع العلاقات بين البلدين مبلغه عقب إعلان الرئيس ترامب عن "صفقة
القرن" التي يرفضها الفلسطينيون.