غزة: مقتل خامس قيادي في الجهاد وصاروخ من غزة يودي بحياة إسرائيلي في تل أبيب

قوات أمن إسرائيلية ومسعفون يتجمعون أمام إحدى المباني في رحوفوت جنوبي تل أبيب التي سقط عليها أحد الصواريخ التي أطلقت من غزة وأسفر عن مقتل إسرائيلي

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، قوات أمن إسرائيلية ومسعفون يتجمعون أمام إحدى المباني في رحوفوت جنوبي تل أبيب التي سقط عليها أحد الصواريخ التي أطلقت من غزة وأسفر عن مقتل إسرائيلي

أعلنت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية عن مقتل قيادي آخر من كبار قادتها يدعى، أحمد أبو دقة، في قصف إسرائيلي لمنزل في خان يونس بقطاع غزة، وهو ما يرفع عدد القتلى من الفلسطينيين في قطاع غزة إلى 28، بينهم خمسة من قادة الحركة.

وقالت مصادر فلسطينية إن القصف الإسرائيلي الأخير أسفر أيضاً عن إصابة نساء وأطفال بجروح.

من جهتها، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية نقلا عن مصادر طبية بأن إسرائيلياً واحداً قتل نتيجة سقوط صاروخ أطلق من غزة بشكل مباشر على منزل في مدينة روحوفوت جنوبي تل أبيب، وهو أول قتيل إسرائيلي منذ اندلاع موجة التصعيد الأخيرة الثلاثاء الماضي.

كما أفادت وسائل إعلام إسرائلية أيضاً بإصابة سبعة جرحى جراء سقوط الصاروخ في رحوفوت، بالإضافة إلى إصابة إسرائيلي آخر بشظايا أحد الصواريخ في مدينة سديروت المتاخمة للقطاع.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن العمليات العسكرية ستستمر بوتيرة كاملة، في إشارة منه إلى عدم وجود اتفاق على وقف وشيك لإطلاق النار.

وقال نتنياهو في بيان مصور صدر خلال زيارة له إلى إحدى القواعد الجوية إن "من يأتي لإلحاق الأذى بنا، فإن دمه مهدور".

وبينما يستمر التصعيد من كلا الجانبين من خلال تواصل القصف الإسرائيلي على أهداف تقول إنها لحركة الجهاد الإسلامي داخل القطاع واستمرار الفصائل الفلسطينية بإطلاق الصواريخ على المدن والبلدات الإسرائيلية، يصل وفد أمني مصري مساء الخميس إلى تل أبيب للقاء مسؤولين إسرائيلين، في إطار جهود الوساطة التي تبذلها القاهرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وأكدت مصادر لبي بي سي أن رئيس الدائرة السياسية في حركة الجهاد الإسلامي، محمد الهندي، أجرى مباحثات ظهر الخميس مع مسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية للغرض نفسه.

وأضافت المصادر أن الهندي تلقى عرضا مصريا بهذا الشأن، وطلب مهلة للتباحث مع قيادة حركته وأمينها العام.

وحددت الحركة عدة شروط لوقف إطلاق الصواريخ، بحسب ما علمته بي بي سي، في مقدمتها الحصول على تعهد وضمانات إسرائيلية بوقف سياسية الاغتيالات لقياداتها وقيادات الفصائل الأخرى، وتسليم إسرائيل جثمان خضر عدنان الذي توفى في سجن إسرائيلي خلال إضرابه المفتوح عن الطعام .

مساع لوقف العنف

ودعا وزراء خارجية فرنسا وألمانيا والأردن ومصر اليوم إلى إنهاء العنف بين إسرائيل ونشطاء غزة، الذين تبادلوا إطلاق النار بكثافة منذ ثلاثة أيام.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بربوك، بعد استضافتها محادثات مع نظرائها "يجب أن تنتهي إراقة الدماء الآن".

وقال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، "يجب إنهاء التطورات السلبية وإحياء السلام".

إسرائيليون يفحصون آثار الدمار الذي أحدثته الصواريخ.

صدر الصورة، EPA

التعليق على الصورة، إسرائيليون يفحصون آثار الدمار الذي أحدثته الصواريخ.

أما وزير الخارجية المصري، سامح شكري، فجدد إدانة بلاده للغارات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، قائلا إنها "تطيح بآمال التعايش والاستقرار في المنطقة، وتقوض حل الدولتين".

وقال شكري خلال مؤتمر صحفي عقده الخميس، جمعه بنظرائه من الأردن وفرنسا وألمانيا في برلين، إن جهود الوساطة التي تبذلها مصر ودول أخرى لم تؤتِ ثمارها حتى الآن.

وطالب وزير الخارجية المصري، خلال المؤتمر الصحفي، المجتمع الدولي بممارسة الضغوط المطلوبة، لوقف ما وصفه بـ"الإجراءات الأحادية الإسرائيلية التي تهدف إلى القضاء على الدولة الفلسطينية وحل الدولتين".

وكان الاجتماع الوزاري لما يُعرف بـ"صيغة ميونخ بشأن عملية السلام" في الشرق الأوسط، قد بدأ الخميس، لبحث تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسبل دفع وتكثيف جهود التهدئة، وخفض التوتر بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

أفراد الإنقاذ يفتشون حطام شقة علي غالي بعد تدميرها.

صدر الصورة، EPA

التعليق على الصورة، أفراد الإنقاذ يفتشون حطام شقة علي غالي بعد تدميرها.

تجدد العنف والتصعيد

وأعلنت الإذاعة الإسرائيلية مقتل، أحمد أبو دقة، نائب قائد القوة الصاروخية في سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، في غارة على منزل في خان يونس جنوب قطاع غزة. ويقول شهود عيان إن الاغتيال تم بطائرة مسيرة مفخخة

وكان إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة على المناطق الإسرائيلية المتاخمة، قد تجدد وسُمع دوي انفجارات من جراء انطلاق صواريخ منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية في محاولة لاعتراض القذئف.

وقصفت طائرات إسرائيلية مناطق مفتوحة واقعة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.

وأعلنت وزراة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد القتلى في القطاع في اليوم الثالث للتصعيد العسكري الحالي إلى 28قتيلا، وإصابة نحو 89 شخصا بجروح.

وأظهرت لقطات من طائرات بدون طيار وابلا من الصواريخ يطلق من غزة، وكانت الصواريخ تنفجر فوق مدينة عسقلان الإسرائيلية.

وجاءت الجولة الثانية من إطلاق النار عبر الحدود خلال أسبوع بعد أن شنت إسرائيل ضربات جوية على ثلاثة من قادة حركة الجهاد الإسلامي، قالت إنهم خططوا لهجمات على إسرائيليين، بعد شهور من تصاعد العنف.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف أكثر من150 هدفا، من بينها مواقع لإطلاق الصواريخ، ودوت الانفجارات في أنحاء القطاع المختلفة.

إطلاق صواريخ من غزة.

صدر الصورة، EPA

تطورات أخرى

  • أصيب جندي إسرائيلي برصاص مسلحين فلسطينيين في مخيم نور شمس بمدينة طولكرم، صباح اليوم. وأصيب فلسطيني واعتقل أربعة آخرون خلال اقتحام القوات الإسرائيلية للمخيم.
  • ودارت مواجهات عنيفة وتبادل لإطلاق النار داخل المخيم، بعد اكتشاف قوة خاصة إسرائيلية داخل مركبة مدنية تحمل لوحة أرقام فلسطينية، أطلق عليها المسلحون النار، وتبعتها تعزيزات كبيرة للجيش الإسرائيلي، بحسب مصادر فلسطينية.
  • وقالت المصادر إن جرافة عسكرية دمرت عدة مركبات فلسطينية وسط المخي، خلال المداهمة العسكرية.

وقالت إسرائيل إن أكثر من 400 صاروخ أطلقت عليها، ربعها سقط في غزة.

وسمعت أصوات صافرات الإنذار طوال جزء كبير من اليوم، مع وصول بعض الصواريخ إلى تل أبيب قبل إسقاطها.

وأعلنت القيادة المشتركة للجماعات المسلحة في غزة، التي تضم حركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس، مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ.

لكن مسؤولين عسكريين إسرائيليين قالوا إنهم لم يروا أي مؤشرات على أن حماس، التي يعتقد أن لديها مئات الصواريخ في ترسانتها، أطلقت أي صواريخ من جانبها.

أقارب الضحايا يبكون خارج مستشفى في غزة بعد الهجوم الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح يوم الخميس

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، أقارب الضحايا يبكون خارج مستشفى في غزة بعد الهجوم الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح يوم الخميس

مقتل علي غالي

وكانت غارة جوية إسرائيلية قد شنت على شقة في قطاع غزة فقتلت ناشطا فلسطينيا كبيرا واثنين آخرين، بحسب مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين.

وأصاب الهجوم الإسرائيلي الذي حدث قبل الفجر قمة مبنى سكني في جنوب غزة، مما أدى إلى تدمير واجهته وقتل ثلاثة رجال.

وقالت إسرائيل إن الشقة مخبأ لمسلحين من الجهاد الإسلامي، مضيفة أن من بين القتلى قائد قوة إطلاق الصواريخ التابعة للحركة، علي حسن غالي.

وقال فلسطينيون إن 7 أشخاص أصيبوا في الغارة، مع دخول القتال يومه الثالث، بعد أن استأنفت إسرائيل عمليات الاغتيال التي تستهدف قادة بعينهم في غزة، والتي قتل فيها منذ يوم الثلاثاء 10 مدنيين بينهم نساء وأطفال.

ولم ترد تقارير عن سقوط ضحايا إسرائيليين. على الرغم من التقارير التي تتحدث عن توسط وقف إطلاق النار، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الليلة الماضية إن الحملة "لم تنته"، في حين هددت حركة الجهاد الإسلامي بأيام سوداء قادمة إذا "زادت إسرائيل من عدوانها".

وقال الجناح العسكري لحركة الجهاد إن قائد الوحدة الصاروخية علي غالي، قُتل في الهجوم الذي وقع فجر الخميس.

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 3 قتلى و7 مصابين إلى مجمع ناصر الطبي في محافظة خان يونس، جراء قصف الطائرات الإسرائيلية.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "تمكنا من اغتيال (علي غالي) قائد القوة الصاروخية لحركة الجهاد في قطاع غزة خلال وجوده في مبنى بخان يونس، كما أسفر الهجوم عن مقتل عنصرين آخرين معه". 

ويوم الأربعاء، أطلق مسلحون في غزة أكثر من 460 صاروخا على إسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف أكثر من 130 هدفا لمسلحين في غزة. ويعد هذا التصعيد الأعنف خلال نحو 9 أشهر.

وتعد حركة الجهاد الإسلامي ثاني أكبر جماعة مسلحة في غزة بعد حركة حماس، وقد تعهدت بالرد لمقتل قادتها.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد حذر يوم الأربعاء من أن الحملة الإسرائيلية لم تنته بعد.

وقال "لقد وجهنا للجهاد الإسلامي أكبر ضربة تعرضت لها الحركة على الإطلاق" ، في إشارة إلى مقتل ثلاثة من قادة الحركة يوم الثلاثاء.

قبل ساعات من حديث نتنياهو، ذكرت وسائل الإعلام المصرية أن مصر توسطت في وقف إطلاق النار، لكن لم يكن هناك تأكيد فوري من الجانبين.

الهجوم الإسرائيلي استهدف مسؤول الصواريخ بحركة الجهاد في الطابق الخامس من بناية قرب خان يونس

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، الهجوم الإسرائيلي استهدف مسؤول الصواريخ بحركة الجهاد في الطابق الخامس من بناية قرب خان يونس

وكانت الفصائل المسلحة في غزة قد حذرت في وقت سابق من أنه "إذا زادت إسرائيل من عدوانها، فإنها تنتظرها أيام سوداء".

وتعتبر الضربات الجوية الأخيرة الأكثر دموية منذ اندلاع القتال لمدة ثلاثة أيام بين إسرائيل والجهاد الإسلامي في أغسطس/آب الماضي، حيث قُتل 49 فلسطينيا في غزة.

وتحمل حركة الجهاد الإسلامي المسؤولية عن العديد من الهجمات الصاروخية على إسرائيل في السنوات الأخيرة.

كما ظل التوتر عاليا في الضفة الغربية المحتلة يوم الأربعاء، بعد أن نفذت إسرائيل مداهمات.

وقتل فلسطينيان في بلدة قباطية برصاص القوات الإسرائيلية، التي قالت إن الاثنين أطلقا النار على القوات. كما أصيب جندي إسرائيلي بجروح خطيرة خلال تبادل إطلاق نار منفصل مع مسلحين فلسطينيين في طوباس.